قبل البدء بفحص حديثي الولادة، يجب التحقق أولاً من العلامات الحيوية خاصة ً معدل ضربات القلب ومعدل التنفس.
ضربات القلب:
- معدل ضربات القلب الطبيعي للشخص البالغ هو 60-100 نبضة بالدقيقة، أما معدل ضربات القلب الطبيعي لحديثي الولادة يكون أسرع بكثير بمعدل 100 – 160 نبضة بالدقيقة.
- عندما يكون الطفل في نوم عميق ينخفض معدل ضربات القلب لديه إلى 80-100 نبضة بالدقيقة
التنفس:
- يشير معدل التنفس إلى عدد الأنفاس التي يستنشقها الطفل في دقيقة واحدة، وإن الأطفال في أيامهم الأولى لديهم نمط تنفس فريد يعرف بالتنفس الدوري وهذا ناتج عن عدم نضج مركز التنفس في أدمغتهم.
- التنفس الدوري يعني أن الطفل يتنفس بسرعة لعدة مرات، ثم يبطئ لعدة مرات، ثم يتوقف لفترة وجيزة قبل البدء مرة أخرى، ويمكن أن تصل مدة التوقف المؤقت إلى 15 ثانية.
- معدل التنفس الطبيعي لحديثي الولادة هو (30 – 60) نفس كل دقيقة في وضع الراحة.
- عند بكاء الطفل سيرتفع معدل التنفس لديه.
درجة الحرارة:
- في الفترة الأولى من الولادة نقلق بشأن ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة، ولكن بعد الأيام الثلاثة الأولى نصبح أكثر اهتماماً بارتفاع درجة الحرارة أو الحمى.
- تتراوح درجة الحرارة الطبيعية لحديثي الولادة في الأيام الثلاثة الأولى من الولادة بين (36.5 – 37.5) درجة مئوية أو (97.7 – 99.5) درجة فهرنهايت.
- بعد الأيام الثلاثة الأولى يتم تعريف الحمى على أنها 38 درجة مئوية أو 100.4 درجة فهرنهايت وأكثر.
ضغط الدم:
- عادةً لا يتم فحص ضغط الدم لدى حديثي الولادة لأنه من الصعب تقنياً قياسه وبدلاً من ذلك يتم التحقق من زمن إعادة امتلاء الشعيرات وذلك باستخدام اصبعاً للضغط على الجلد فوق عظمة القص (عظمة الصدر) حتى يتحول الجلد إلى اللون الأبيض ثم يُرفع الإصبع ويحسب الوقت اللازم حتى تعود المنطقة إلى لونها الوردي مرة أخرى، عادةً سيستغرق ذلك ثانيتين أو أقل.
التقييم العام للطفل:
وهذا يشمل (الوزن، قياس الطول، محيط الرأس) للتأكد من حجم الطفل ضمن المعدل الطبيعي وفي تناسب جيد.
كيف يتم تقييم الطفل حسب مظهره؟
- إن كان وزنه وحجمه جيد فهذا يدل على ولادته بعد فترة حمل مكتملة.
- ثني ذراعيه وساقيه أثناء وضعية السكون يدل على أن لديه قوة توتر عضل جيد مما يدل على نضج نظامه العصبي.
- في عمر ثلاثة أيام سيكون لدى معظم الأطفال حديثي الولادة بعض اليرقان( الاصفرار)، وهذا لا يعني أن وضعهم خطر أو أنهم بحاجة علاج إلا أن يتم التحقق من مستوى البيلوروبين في الدم.
- في كثير من الاحيان، في الفحص البدني عند الوليد في يومه الأول، قد تكون هناك زرقة حول الشفاه أو أصابع اليدين والقدمين وهذا لا يدعو للقلق، ففي الواقع عند ولادة الطفل لا يكون كل جسمه بلون واحد (وردي)، عادةً ما يوجد زرقة أو بياض خلال الدقائق القليلة الأولى، يتحول لون الطفل للون الطبيعي بعد ذلك بدءاً من شفاهه ومركز صدره وستأخذ الأطراف القليل من الوقت لاكتساب اللون الطبيعي لأن القلب والدماغ والرئتين لهم الأولوية
- بعمر 24 ساعة نتوقع أن تكون أصابع القدمين واليدين قد اكتسبت لونها الطبيعي.
- استمرار وجود زرقة لدى الطفل في الشفاه يدل على انخفاض الأوكسجين.
استكمالاً للتقييم العام نبحث عن علامات ضيق التنفس:
- ضيق التنفس هو المشكلة الأكثر شيوعاً بعد الولادة، يمكن أن يكون من علامات الانتقال الطبيعي أو مؤشراً على المرض، وإن المؤشر الأكثر حساسية لمشاكل الرئة هو تسرع التنفس
- من السهل رؤية حركات التنفس على صدر الطفل ويمكن بسهولة حساب معدل التنفس.
فحص القلب لدى الطفل:
ليتم فحص القلب لدى الطفل يجب الاستماع لأربع مناطق مختلفة، كل منطقة تعكس الأصوات القادمة من أحد صمامات القلب.
- الحد الأعلى الأيمن لعظمة القص هي منطقة الصمام الأبهري.
- الحد الأعلى الأيسر لعظمة القص هي منطقة الصمام الرئوي.
- الحد الأسفل الأيسر لعظمة القص هي منطقة الصمام ثلاثي الشرف.
- تعكس القمة الصمام التاجي.
- من الشائع سماع لغط قلبي حميد عند فحص الطفل بينما ينتقل من مرحلة الجنين إلى الوليد حيث ستغلق التحويلات القلبية ويبدأ القلب بضخ نصف كمية الدم للرئتين وبحلول اليوم الثاني ستكتمل هذه العملية واللغط القلبي سيكون ضعيفاً أو سيختفي تماماً وإن أي لغط يظهر بعد اليوم الأول ينبغي النظر بأمره بجدية.
فحص الرئة:
- نبدأ بالاستماع بسماعة الطبيب لأصوات الأنفاس على الجانب الأيمن من الصدر والاستماع إلى الظهر.
- ونسمع من الجانب للجانب لمقارنة الأصوات
- وفي حال لاحظنا بعد فحص الرئة لدى أن أصوات التنفس على الجانب الأيمن أعلى بكثير من الاصوات على الجانب الأيسر فهذا يدل على “استرواح الصدر” والذي يحدث عندما يخرج الهواء من الرئة ويتراكم في المنطقة بين الرئتين وجدار الصدر، قد تكون هذه الحالة أوضح لدى الأطفال ولكن عند حديثي الولادة نحن بحاجة للفحص بأشعة الصدر للتأكد من الحالة وذلك بسبب صغر صدر حديث الولادة ورقة جدار صدره.
- قد نسمع أصوات تنفس خشنة غير طبيعية مما يشير إلى وجود سوائل أو عدوى في الرئتين.
التأكد من استقامة العمود الفقري:
من الشائع جداً لدى الأطفال الرضع وجود تجويف صغير جداً عند قاعدة العمود الفقري تسمى النغزة العجزية. في معظم الحالات، لا يسبب هذا التجويف أية مشاكل. أحياناً، قد يشير التجويف العجزي العميق إلى وجود مشكلة في الجزء السفلي من حبل طفلك الشوكي. ويمكن أن يؤثر ذلك على وظيفة العصب في هذا المنطقة.
إذا كان لدى الطفل تجويف عجزي عميق، فسيتم التحقق من أنه لا يعاني من أعراض أخرى مثل ضعف الساق، والقدمين الباردة والزرقاء، وسلس البول.
فحص الساقين والفخذين:
بما أن الطفل لا يمشي على قدميه عند الولادة، فغالباً تكون قدميه بوضعية غير عادية.
- إذا قمنا بحك جانب القدم من الكعب حتى الاصبع الصغير، سيقوم الطفل بتحريك قدمه للوضعية الطبيعية، وطالما يستطيع الطفل القيام بذلك فإن القدم سليمة.
- بالضغط بقوة على باطن قدم الطفل بواسطة الإبهام تحت أصابع القدم مباشرة، فإنه سيقوم بثني أصابعه للأسفل بشكل تلقائي وهذا ما يدعى برد الفعل الأخمصي.
- إذا قمنا بحك باطن القدم من الكعب إلى الأصابع، سيقوم بالمباعدة بين أصابعه، وهذا يدعى رد فعل (Babinski).
- لكي ننظر لأرجل حديث الولادة علينا فردها، ويجب التأكد أنها بنفس الطول تقريباً، حيث تكون الأرجل غالباً مثنية نتيجة وضعية الجنين داخل الرحم. وبمجرد أن يبدأ الطفل بالوقوف على قدميه سوف تستقيم قدميه.
- يوجد منطقة في أعلى الفخذ تسمى مثلث الفخذ تتألف من:
- الثنية الإربية: هيي ثنية في الجلد بين الساق والجذع وهي تشكل الضلع الأعلى للمثلث.الضلع الطويل من المثلث يتمثل بعضلة تعرف بالعضلة الخياطية، تعبر بشكل مائل من الورك لأعلى الركبة.
- الضلع الأخير من المثلث هو عضلة أخرى يطلق عليها اسم العضلة المقربة الطويلة.
- وهناك العديد من الأعضاء المهمة التي تمربهذه المنطقة بدءاً من ناحية الورك واتجاهاً نحو الساق الداخلية وهي: (العصب الفخذي، ثم الشريان، ثم الوريد، ثم الوعاء الليمفاوي).
- إذا كان نبض الشريان الفخذي قوي فذلك يدل على التدفق الجيد للدم إلى ساقي الطفل، وهذا الفحص لا ينفع بحال ثني الساقين، كما أنه يجب أن يعاد خلال سنوات حياته الأولى.
- وإذا كان نبض الشريان الفخذي غير محسوس أو ضعيف، فمن الممكن وجود احتمال لتضيق الأبهر. وإن الأطفال الذين يعانون من تضيق الابهر يحتاجون إلى تدخل جراحي لإصلاح المشكلة.
فحص الوركين:
- يجب فحص الوركين للطفل حديث الولادة وذلك للتأكد من سلامته من حدوث خلل التنسج التنموي الوركي وذلك من خلال مناورة اورتولاني.
- اختبار أورتولاني (Ortolani test) هو اختبار طبي يراد به فحص ثباتية المفصل الوركي عند الأطفال, ويعتبر من الأوليات الهامة في هذا الفحص. يتم الاختبار بثني مفصلي الركبة والورك بدرجة (90) دون تغيير وضعية الساق ثم يقوم الفاحص بمسك مفصل الركبة بيده بحيث يقع الإصبع الأوسط على المدور الكبير لعظم الفخذ ويدفع بالاتجاه الظهري وبوضعية التقريب مع تفريق الوركين وتحريكهما حركة الرافعة فوق المدور بالاتجاه البطني فإذا كانت مفاصل الورك سليمة فإن الفاحص لا يشعر بالجس بأية تغييرات بينما يؤدي القليل من عدم الثبات إلى سماع صوت صكيك.
- لا بد من التعرف على هذا الخلل في فترة حديثي الولادة لأن الطفل مازال مرناً ويمكن علاجه باستخدام دعامة مريحة ومناسبة لإعاد عظم الفخذ إلى الموضع الصحيح، سيؤدي عدم التشخيص السليم إلى تلف المفصل وبالتالي عرجة وألم دائمين.
- بينما نجري فحص الوركين فمن الشائع أن نشعر بزيادة الحركة وبعض النقرات وهذا يعتبر رد فعل للهرمونات المتعلقة بالحمل(الريلاكسين).
فحص بقايا الحبل السري:
- بالنسبة لحديثي الولادة من الممكن أن يحدث الفتق السري عند جزء من الأمعاء ويخرج خلال ثقب في جدار البطن الناشئة عن الحبل السري (السرة). تعتبر هذه الحالة ليست إشكالية غالباً وتزول تقريباً بعمر 4 سنوات.
- ومن الممكن حدوث تلوث للجذع السري والذي يسمى التهاب السرة وينتشر بسرعة لذا يعتبر خطير ويسبب تأذي الجلد بالمنطقة المحيطة بجدار البطن مع وجود حرارة واحمرار وتورم الجلد المحيط بالجذع السري.
فحص الأعضاء:
- يتم فحص الأعضاء في بطن الطفل لاستشعار الكتل والأعضاء المتضخمة، حيث نضع الطفل ملقىً على ظهره مع ثني الأرجل عند الركبتين والوركين باتجاه البطن فهذه الوضعية تلين عضلات البطن.
- يمكن أن يولد الطفل بكتل صغيرة في أنسجة الثدي بسبب التعرض لهرمونات الأم قبل الولادة، وتختفي هذه الأنسجة مع زوال الهرمونات.
الترقوة وعظام الرقبة:
- تعتبر الترقوة هي العظام الأكثر عرضة للكسر أثناء الولادة ويمكن وقتها الشعور بالطقطقة أعلى الترقوة وهذا نتيجة تجمع الهواء المترتب على حدوث الكسر.
- وثاني أكثر العظام عرضة للكسر هو عظم العضد (العظام الطويلة في الذراع العلوي)، بحال وجود كسر في هذه العظمة مكسورة فلن يحرك الرضيع ذراعه وسيبكي عند لمسه.
- وكلا الإصابتين نتيجة تعثر الأكتاف في قناة الولادة بعد خروج رأس الطفل.
- يمكن أن يكشف فحص عنق المولود عن وجود كتل نتيجة تطور الجنين، غالباً لا تكون خطيرة ولكن يجب إزالتها جراحياً.
فحص الرأس:
- في البالغين تكون الجمجمة عبارة عن عظمة واحدة لكن لدى حديثي الولادة الأمر مختلف، فإن جمجمتهم تتكون من أربع عظام منفصلة.
- الغرز الجراحية هي الخطوط التي تلتقي فيها العظام ويؤدي تقاطعها إلى تكون اليافوخ أو البقعة الرخوة.
- حيث لا يجب أن تكون عظام الجمجمة مدموجة أثناء الولادة وذلك لتسهيل انضغاطها ومرورها في قناة الولادة.
فحص الأذنين:
- بحال كان موضع الأذن منخفضاً بشكل كبير ويميل للخلف باتجاه مؤخرة الرأس فهذا ليس وضعاً طبيعياً، إنما نراه مع بعض المتلازمات الخلقية.
- كما أن وجود دمامل والتي هي عبارة عن زوائد جلدية أمام الاذنين أو على الأذن الخارجية قد يدل على فقدان السمع.
فحص الأنف والممرات الهوائية:
- يوجد العديد من التقنيات للتأكد من أن الممرات الداخلية والخارجية لأنف الطفل مفتوحة، أحدها هي مراقبة الرضيع أثناء الرضاعة الطبيعية، فإذا كان الطفل قادراً على التنفس بشكل مريح بينما فمه ممتلئ أثناء الرضاعة فمن غير المحتمل أن يكون أنفه مسدوداً
فحص الفم:
- من الممكن مصادفة عدة حالات غير طبيعية. مثل:
- الحنك المشقوق الصلب، ويكون ملحوظ جداً أثناء النظر لفم المولود
- الشفة المشقوقة
- الحنك المشقوق الناعم: فعند عدم تمكننا من رؤية اللهاة فهذا مؤشر على وجود حنك مشقوق ناعم يمكن أن يتداخل مع الأكل.
فحص منعكس الضوء الأحمر:
- منعكس الضوء الأحمر هو الاختبار الذي يتم تجربته لفحص إعتام عدسة العين الخلقي. ويتم باستخدام منظار العين، وهو أداة مكبرة مزوّدة بضوء ساطع.
- بحالة الأطفال أو البالغين يتم إعطاء قطرة للعينين لتوسيع الحدقة، ومن ثم إجراء الفحص والتشخيص.
- أما لدى حديثي الولادة يتم تقريب الضوء من الجانب بحيث تكون حدقة العين مفتوحة على مصراعيها.
إعداد: دلال ادريس.
المرجع:
University of Colorado System