لقد قمنا فيما سبق بالتحدث عن طريقة الفحص التي يتبعها مقدمو الرعاية الصحية للبحث عن الأمراض والتأكد من سلامة الأطفال حديثي الولادة، وسنتحدث في هذا المقال عن النتائج الجسدية لدى المولود الجديد والتي تشير إلى الإصابة بمرض القلب الخلقي.
- تأتي مشاكل القلب في عدة صور تترواح بين معتدلة وشديدة، سنتحدث عن بعض منها وعن بعض القواعد الإرشادية حول كيفية إيجادها.
- قسمت أمراض القلب الخلقية تقليدياً إلى قسمين: الداء الزراقي وغير الزراقي، والفرق بينهما تعود لنسبة الأوكسجين.
- عندما يكون الاوكسجين منخفض بما فيه الكفاية ويسجل مقياس التأكسج النبض قيمة أقل من 85 % سيميل لون لسان الطفل والشفاه والجلد إلى اللون الأزرق.
- ملاحظة: بعد الولادة مباشرة، من المرجح أن يكون لدى المولود الجديد زرقة بأصابع اليدين والقدمين، ذلك لا ينسب لخلل بالقلب إنما هو نتيجة طبيعية لتوزيع الدم على الأعضاء وتعرف باسم “زرقة الأطراف”، حيث أن أولوية الجسم آنذاك الحصول على تدفق الدم بشكل جيد إلى القلب والدماغ والرئتين والكبد والكلى، ويزول اللون الأزرق عادة بعد 24 ساعة.
- أكثر أنواع عيوب القلب الخلقية شيوعاً:
- مرض القلب الزراقي (رباعية فالو – رتق الصمام ثلاثي الشرف – الجذع الشرياني – تحويل الشرايين الكبيرة – العائد الوريدي الشاذ الكلي – التضيق الرئوي الخطر – متلازمة القلب الأيسر).
- مرض القلب غير الزراقي ( تشوه الحاجز البطيني – تشوه الحاجز الأذيني – القناة الشريانية السالكة – تضيق الأبهر – تضيق الصمام الرئوي الأقل خطورة).
- بالنسبة لمقدم الرعاية الصحية الخاص بحديثي الولادة المهم أن يكون مشتبهاً في أنه قد تكون هناك مشكلة بقلب المولود وتحويله إلى مختص لتحديد المرض بصورة أدق ووضع خطة علاج سليمة.
القلب هو عضو معقد، يتكون من عضلات وأعصاب وحجرات وصمامات، لكنه في جوهره مضخة ميكيانيكة، وظيفته ضخ الدم إلى الرئة للحصول على الأوكسجين، ثم استقبال الدم المؤكسج وارساله إلى باقي الجسم لتوصيل الأوكسجين مع المواد الغذائية والهرمونات والفيتامينات لجميع الجسم.
- عندما يكون هناك نقص بالاوكسجين أو ضغوط أو تدفقات غير طبيعية كما في حالة أمراض القلب الخلقية، فعليه أن يعمل بجهد أكبر، حيث تصبح العضلات متمددة ومرهقة ويصبح غير قادر على القيام بوظيفته بكفاءة (فشل القلب)، حيث هذه هي النقطة النهائية لجميع أمراض القلب البارزة، لذا يجب اكتشاف عيب القلب الخلقي والتدخل قبل حدوث فشل القلب.
- إن مرض القلب الخلقي (CHD) هو النوع الأكثر شيوعاً من العيوب الخلقية التي تؤثر على 8 من بين كل 1000 مولود جديد، في كل عام يتم تشخيص إصابة حوالي 35000 طفل في الولايات المتحدة بأمراض القلب التاجية تقريباً 25% منها عبارة عن عيوب خلقية في القلبي والتي تتطلب عملية جراحية أو تدخلات أخرى خلال السنة الأولى من حياة الطفل.
- نتيجة للتطور الكبير في الإدارة الطبية والجراحية لأمراض القلب فمن المتوقع أن يعيش 85% من الأطفال المصابين بأمراض القلب التاجية حتى مرحلة البلوغ.
- إن إجراء عمليات القلب المفتوح للأطفال سيؤدي إلى صعوبة ومشكلة في التغذية وصعوية أيضاً في زيادة الوزن، لذا يتم اعتماد وجبات غذائية خاصة عالية السعرات الحرارية.
- -كما أن الرضع والأطفال الذين يعانون من أمراض القلب لديهم أجهزة مناعية أضعف من الطفل الطبيعي، ويمكن أن ينتهي بهم الامر في المستشفى بسبب أمراض يتعافى منها الآخرون بمفردهم، ولذلك يتخذ العديد من الآباء احتياطات إضافية لمحاولة الحفاظ على صحة أطفالهم.
- بالإضافة إلى أنه مع نمو الطفل يجب على الآباء تحقيق التوازن بين السماح لطفلهم بالعيش بشكل طبيعي وبين حمايته، لذا يبقى الخط الفاصل بين الحدود الصحية و الحماية المفرطة مصدر قلق مستمر.
ملاحظة:
- لا ينبغي استخدام المعلومات الواردة في هذا المقال كبديل للرعاية الصحية ونصيحة طبيب الأطفال الخاص بالمريض.
- وقد يكون هناك اختلافات بالعلاج التي قد يوصي بها طبيب الأطفال بناءً على وضع المريض والحقائق المرتكز عليها والظروف الفردية لكل مريض.
الإرشادات الأساسية للكشف عن وجود عيب خلقي في القلب لدى حديثي الولادة:
- تتضمن الاكتشافات البدئية التي قد ترجح وجود عيب خلقي في القلب (سرعة معدل نبضات القلب وعدم انتظامها – التنفس السريع – انخفاض نضح الجلد وجس النبضات – وجود نفخات مسموعة – الزرقة).
- يعاني الطفل الذي لديه أمراض القلب من العديد من الأعراض المذكورة مجتمعة عادةً، حيث كل عرض لوحده لا يمكن أن يجزم احتمالية وجود خلل قلبي و يمكن أن يدل على مشاكل أخرى.
- معدل ضربات القلب الطبيعي لحديث الولادة (100-160) نبضة بالدقيقة في وضع الراحة ويزداد عند البكاء.
- إذا كان معدل الضربات أكثر من 160 نبضة في الدقيقة من الممكن ارتباطه بالعديد من الأشياء ومنها الجفاف والحمى، بالإضافة إلى أنه قد يكون علامة على عدم عمل القلب بشكل جيد، إما لأنه يعمل بشكل شاق أو في حالة فشل أو أنه قد يكون هناك مشكلة في نظام التوصيل الكهربائي القلبي.
- معدل ضربات القلب المنخفض، والذي هو أقل من 100 أيضاً مثير للقلق ونرى هذه الحالة عند معاناة المولود من نقص الأوكسجين أو مشكلة في نظام التوصيل الكهربائي القلبي.
- يدق القلب بايقاع منتظم جداً ومن حين لآخر هناك دقات إضافية متبوعة بتوقف، ويطلق على نبضات القلب هذه نبضات منتبذة، ويعتبر هذا أمر طبيعي خلال فترة الانتقال بعد الولادة مباشرة، ويمكن أن تصل إلى 8 دقات كل دقيقة لدى المولود، وتزول هذه الدقات غير الطبيعية عامة خلال الأيام الأولى، وفي حال استمرارها أطول من ذلك يجب استشارة اختصاصي بأمراض القلب.
- معدل التنفس الطبيعي لحديثي الولادة هو (30 – 60) نفس كل دقيقة في وضع الراحة.
- تسارع التنفس هو أحد العلامات البارزة للضائقة التنفسية المرتبطة بأمراض الرئة، ويمكن ملاحظته لدى الرضع الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية، فإذا كان المولود ليس لديه أوكسجين كافي في مجرى الدم لأي سبب، سيستشعر المخ ذلك ويرسل بدوره إشارة إلى الجهاز التنفسي لاتخاذ المزيد من الراحة لجلب الاوكسجين.
- الفرق بين تسارع التنفس لأسباب القلب والرئة هو أنه في حالة أمراض القلب عادةً ما تكون الرئة سليمة، على الأقل في وقت مبكر من المرض. وفي حالة أمراض الرئة تكون الرئة ثقيلة وصلبة و من أجل توسيع نطاقها فإن الأمر يتطلب قدراً كبيراً من الجهد في العضلات، نرى ذلك ينعكس على الانقباضات وزيادة عمل التنفس.
- – عندما يبدأ القلب بالفشل وتقل كفاءة عمله كمضخة وتدفق الدم خلال الشرايين يصبح أبطأ.في الفحص البدني، يمكننا أن نجد أن هذا ما يحدث من خلال الضغط على الجلد حتى يتحول إلى اللون الأبيض ثم نرفع اصبعنا ونحسب الوقت حتى يستعيد الجلد لونه عند عظم القص ويستعيد الجلد لونه في أقل من 3 ثوان. اذا استغرق وقت أطول فنقول أن الرضيع يعاني من تأخر النضح.
النضح: هو المصطلح الطبي الذي يشير إلى تدفق الدم في الأنسجة وانخفاض معدل النضح هو علامة مبكرة لانخفاض تدفق الدم للأنسجة، وإذا استمرت سيحدث انخفاض لضغط الدم وصولاً إلى الصدمة في النهاية.
- فحص نبض المريض هو أمر سريع وطريقة سهلة لحس معدل ضربات القلب والإيقاع بالإضافة إلى ضغط الدم، في مولود جديد من الأسهل تحسس النبضات في المواضع العضدية والفخذ.
- تعتبر الشرايين الفخذية هي الشرايين الرئيسية التي تنقل الدم إلى الساقين ويمكننا أن نشعر بنبض الشريان الفخذي وهذا يجب التحقق منه عند الولادة وبشكل دوري خلال السنوات الأولى من الحياة.وبحال لم نستطيع تحسس النبض الفخذي فسنحتاج لمزيد من إجراءات الفحص للتأكد من عدم وجود تضيق.
- تضيق الأبهر: يعني هذا المصطلح الضيق في الشريان الأبهر وأن تدفق الدم إلى ما بعد هذا الموضع سيصبح في خطر.
- من أصل 2500 طفل يولدون في الولايات المتحدة كل عام هناك 1 تقريباً يعاني من تضيق الأبهر، إذا تم التشخيص بطريقة سليمة وصحيحة فالتصحيح الجراحي ممكن وعادةً ما يحقق نتائج ممتازة.
النفخات القلبية:
- في فترة الجنين هناك تحويلات قلبية تكون مفتوحة بالإضافة إلى أن ضغط الرئتين يكون عالي عند الجنين ، يستقبل الجنين الاوكسجين الذي لا تستخدمه أجهزة الأم وبمجرد أن يولد الطفل ويتنفس بنفسه، ستنخفض الضغوط الرئوية وستغلق التحويلات، ولكن ذلك سيستغرق ساعات أو حتى أيام حتى يحدث ذلك. نتيجة ذلك، هناك العديد من النفخات القلبية التي يمكن سماعها في فترة الولادة الحديثة. يوجد نفخات حميدة أو طبيعية والتي تعكس التدفق النشط، تحدث هذه النفخات بين الصوت الأول والثاني للقلب، تتميز بجودة نفخية شديدة.
- من المهم خلال الاستماع للقلب أن نستمع إلى جميع التذبذبات الأربعة، يبدو صوت النفخات مختلفاً في أماكن مختلفة، وقد يكون دليلاً على نوع من أمراض القلب الخلقية.
- يكون صوت النفخات أعلى المناطق الرئوية وثلاثية الشرفات ولا تؤثر على الطفل بطرق سلبية.
- الطفل حديث الولادة الذي يعاني من النفخات الحميدة خلال الولادة سيكون قادراً على التغذية الطبيعية، وسيكون معدل ضربات القلب لديه طبيعياً مع عدم وجود صعوبة بالتنفس وعدم حاجته للأوكسجين وذو لون طبيعي ومع مرور الوقت وانتهاء الفترة الانتقالية ستصبح النفخات أكثر ليونة ومن ثم تزول.
- على النقيض، في حالة النفخات المرضية، تميل إلى أن تصبح أكثر وضوحا مع مرور الوقت، تساعد تلك التحويلات التي كانت موجودة في الجنين على توزيع الدم ومع انتهاء المرحلة الانتقالية، تظهر الأعراض على الأطفال الذين يعانون من عيوب القلب.غالبا ما تكون النفخات المرتبطة بالزرقة، وبفحص حالة الأوكسجين باستخدام مقياس التاكسج النبضي نجده منخفضا
- قد يعاني الرضع من نضح بطيء ومعدلات تنفس سريعة وسيكون من غير المحتمل قدرتهم على التغذية بشكل طبيعي وجيد.
إعداد: دلال ادريس
- المراجع:
- University Of Colorado System
- www.heart.org/en/health-topics/congenital-heart-defects/symptoms–diagnosis-of-congenital-heart-defects
- Heart Public Health Consortium (CHPHC)